إن التاريخ بشكل عام هو جملة الأحوال والأحداث التي يمر بها كائن ما. نحن نستطيع أن نبحث عن ماضي ظاهرة ما كـ: نشأتها، وكيفية نموها وتطورها، والتحولات التي مرّت بها وما آلت إليه في نهاية المطاف. ويسمى هذا النمط من البحث العلمي بالتحقيق التاريخي. التحقيق الذي نستطيع من خلاله أن نبحر في تاريخ نشأة العلم بشكل عام، وتاريخ علم الفلسفة، وعلم الرياضيات، وتاريخ الأمم، وتاريخ الحروب، و... وتكتسب دراسة تاريخ المجتمعات البشرية، وما آل إليه الإنسان عبر العصور الغابرة، أهمية بالغة.
وتمثل المعرفة التاريخية اللبنة الأولى في تكوين المنظومة المعرفية للإنسان على الصعيد السياسي والاجتماعي. ولا تتأتى أهمية التاريخ فقط من كونه كاشفاً للماضي، وإنما لكونه يسهم في بناء بنية الإنسان الفكرية في الحاضر والمستقبل البعيد. وبعبارة واحدة: إن التاريخ هو سجل الأمم.
وقد اهتمّ القرآن الكريم بالتاريخ ببالغ من الاهتمام ولم يكن ذلك لمجرد الاطلاع على الوقائع التاريخية، وإنما كان بداعي التعريف بالسنن التاريخية، كيفية تحول الأمم والمجتمعات من حال إلى حال، وأسباب انحطاط وعظمة الحضارات السابقة أيضاً. وقد حثت الروايات والأحاديث الشريفة كذلك على التأمل في التاريخ والاتعاض به.